السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من وراء نظارة الحياة رأيت من بعيد قافلة بها أناس يرتدون نظارات سوداء، ماسكين بأيديهم عصيان فعرفت أنهم عميان ثم ظللت أتابع بنظرى حتى وصلت لقائدهم الذى يرشدهم للطريق السليم، وأندهشت كيف يكون حمار قائداً للعميان.ويبدو أن هناك شخص أخر رآهم أيضاً ذهب إليهم ليسألهم: أيها الناس كيف يقودكم حمار؟؟!!!
قالوا: إنه ليس بحمار إنه قائدنا وأخذ الحمار ينهق.
قال الرجل: ألا تسمعون؟ إنه ينهق إنه حمار.
قالوا: إنك لاتفهم... إنه يزأر حتى يبعد عنا قطاع الطرق(كانوا يظنوه أسداً)
وبعد حوار طال بين الرجل والعميان، لاحظ الرجل أن هناك بعض من هؤلاء الناس ينظرون إليه وكأنهم يروه ورأى رجلاً يقلع النظارة لينظفها.
فسألهم (فى دهشة): أتبصرون؟؟!!!
وما أن سمع الناس قول الرجل حتى أنهالوا عليه ضرباً؛ وطرحوه أرضاً. يبدوا أنهم كانوا لا يريدون أن يعلم أحد أنهم يبصرون ولا يذكرهم أحد بتلك الحقيقة.
وظلوا سائرين وراء الحمار الذى طالما كان ينهق حتى جاءت نقطة تفتيش، مفتشيها مخلوقات عجيبة (آذانهم كبيرة وأعينهم صغيرة وأيديهم باطشة).
أوقفوا الحمار والقافلة ودخلوا يفتشون العميان(والحمار ينهق).
ثم سأل أحد العميان المبصرين: على ما تفتشون؟؟
قال المفتش: نفتش عن قنابل تنوون قذفها علينا.
قال الأعمى المبصر: لم ننو هذا ولا نملك.
المفتش: بل تنوون وها أنا قد وجدت الدليل القاطع.
الأعمى المبصر: إنه تمر نختزنه مع الطعام.
المفتش: بل تختزونها لتستوحوا منها فكرة القنبلة ؛ولسوف نبيدكم بقنابلنا.
فنادى العميان الحمار: أيها القائد سيقتلوننا ولكن الحمار ينهق وينهق، ولم يكتف الحمار بذلك بل سمح لأحد قواد التفتيش أن يركبه حتى يسهل عليه الحركة بين العميان والحمار ينهق.
وأخذالعميان المبصرون يصيحون إنه حمار إنه ينهق لقد صدق الرجل.. فمن العميان المبصرين من قرر أن يبدأ من جديد ويتخلى عن صفة العمى ليكون المبصر المبصر ويستغنى عن نظارتة السوداء ويواجه الواقع.
ومنهم من لم يبقى أمامهم سوى أن يرتدوا نظراتهم السوداء ويتخلون عن صفة الإبصار ليصبحوا العميان العميان.
أما أنا فقد أزعجنى المنظر فأدرت عينى عن نظارة الحياة.
وما زال الحمار ينهق.................