من يُنقِذ أقدم مساجد أمريكا؟!
ترجمة/ علاء البشبيشي
ترجمة/ علاء البشبيشي
«أنقذوا المسجد».. دعوة أطلقها مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير»، حثّ فيها المسلمين على التبرُّع لترميم أقدم مسجد في الولايات المتحدة الأمريكية، والمعروف بـ«المسجد الأم في أمريكا»، بعدما تضرّر بشكل كبير من مياه الفيضان الذي دمّر العديد من المباني في مدينة سيدار رابيدس بولاية أيوا الأمريكية، الأسبوع الماضي.
الشيخ "طه طويل" إمام المسجد، والوحيد الذي سُمِح له بدخول المكان يوم الأربعاء الماضي، تلقَّى الحادث بصبر المؤمن، وجاءت كلماته تفيض بالتفويض والاستسلام لأمر الله وحكمته، حين قال: "يعكس ذلك مدى عظمة الله، حين يريد فعل شيء"، مضيفًا: "قد تخرج المِنْحة أحيانًا من رَحِم المِحْنة، ولا يدري أحد حكمة الله من وراء ذلك".
ورغم هذا التسليم لقضاء الله، ومجاهدة الإمام "طويل" نفسه ليستطيع اجتياز الحزن على ما فُقِد، إلا أن ارتباطه بالمسجد، وتعلُّقه به، ومعرفته بالمصاعب التي واجهت المسلمين في سبيل بنائه، جعلته لا يستطيع إيقاف دموعه التي باغتته وهو يحكي قصة هذا المسجد.
قصة مسجد
ونقل الموقع الرسمي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير» عن الشيخ "طويل" قوله: "لقد جاء العرب، من المسلمين والنصارى، إلى ولاية أيوا في أوائل القرن التاسع عشر، وقد كان المسلمون في البداية يؤدُّون الصلاة في بيوتهم، وسرعان ما فكَّروا في بناء مسجد ليقيموا فيه صلواتهم. وبحلول العام 1925، بدأ المسلمون العرب في التبرُّع بالأموال لبناء مسجدٍ، وتوافد المتطوِّعون لبنائه خلال السنوات التي تَلَت ذلك.
وبعد جهدٍ جهيد تمّ افتتاح المسجد في 15 فبراير 1934، ليكون أول مبنًى تمّ بناؤه خِصِّيصًا ليكونَ مسجدًا في الولايات المتحدة. وكان المسلمون من شتّى أنحاء الولاية يقصدونه للصلاة، فلم يكن هناك غيره في المنطقة.
لكن المبنى تمّ إهماله فترة، قام المجلس الإسلامي في ولاية أيوا بعدها بإصلاحه وإعادة افتتاحه في العام 1992؛ ليكون مركزًا ثقافيًّا إسلاميًّا ومشروعًا لإحياء تراث المسلمين الأمريكيين.
أضرار كبيرة
موقع كير أكّد أنه بالرغم من أن مياه الفيضان لم تصل للطابق الرئيسي للمسجد، إلا أنها خلّفت أضرارًا تصل تكلفة إصلاحها 55 ألف دولار، إضافة إلى تدميرٍ كامل للمساحة السفلية من المبنى، والمخصصة للاجتماعات، وإعطاء الدروس التعليمية.
حتى الشرائط التاريخية التي تضمّ أصواتًا مسجَلَّة للعرب الذين قدِموا إلى ولاية أيوا أصبحت تطفو بالعشرات فوق ما تبقى في الداخل من مياه الفيضان. أضف إلى ذلك وثائق وصورًا للمهاجرين المسلمين الأمريكيين تعود إلى أوائل القرن العشرين، كلها تضرّرت بشدة جراء الفيضان.
ويردف الطويل قائلاً: "لقد زار المسجد أشخاص من جميع أنحاء البلاد، وهو يعدّ جزءًا من الهوية الإسلامية الأمريكية".
يُذكر أيضًا أن هذا المسجد موضوعٌ على السجل التاريخي لولاية أيوا، والسجل القومي للأماكن التاريخية في الولايات المتحدة؛ باعتباره "قطعة مهمة من التاريخ الديني الأمريكي".
لم يقتصر التدمير الذي جرى في المسجد على ذلك فقط، بل تعدَّاه ليغطى الطين فُرُش المسجد والكتب التي كانت موجودة بداخله، حتى إنه وصل إلى القرميد الذي يغطي سقف المبنى.
والآن يتساءل الشيخ "طويل": هل يمكن إنقاذ المسجد؟!"
الإجابة عن هذا السؤال تتوقف الآن على وضع أساسات المبنى، وهو الأمر الذي لم يتمكن حتى إمام المسجد من الإجابة عنه، إلا بعد معاينته من قبل أحد المتخصصين.
ويردف طويل: "إذا كانت الأساسات ما زالت قوية، فالمتطوعون جاهزون لبدء العمل".
المصدر:الإسلام اليوم